العقم عند النساء
غالباً ما يكون العقم مشكلة متعدّدة العوامل كما يمكن أن يرتبط بالمرأة أو الرجل أو الاثنين معاً. نراجع هنا التحاليل المخبرية والفحوصات والإجراءات التي تساعد في تشخيص خصوبة الزوجين والتنبؤ بها
يبدأ التقييم الأساسي للعقم بالنظر إلى التاريخ الطبي الشامل للزوجين، كما يتمّ إجراء فحص بدني روتيني.
يختلف الفحص التشخيصي ويعتمد على التاريخ الطبي وعمر المرضى المعنيين. لا تُطلب سوى الفحوصات الضرورية وذات الصلة، مع التركيز على إقتصادية التكاليف عند إجراء التقييم
العوامل المؤثرة في العقم عند النساء
1.التقدّم في السنّ
يُعتقد أنّ النساء يولدن ولديهن مخزون من البويضات يتراوح ما بين 1-2 مليون بويضة. تبدأ خصوبة المرأة بالتراجع في أواخر العشرينات من عمرها، ولكنّ معدل الحمل يبقى مرتفعاً في الثلاثينات من العمر. يواصل معدّل الخصوبة بالانخفاض بعد سنّ 37 عاماً بسبب انخفاض عدد ونوعية البويضات في المبيضين. وتؤدّي التغيرات في مستويات الهرمون نتيجة لانخفاض عدد البويضات إلى انخفاض في خصوبة المرأة
قد تنخفض الخصوبة أيضاً نتيجة أسباب أخرى مثل جراحة المبيض ,التهاب بطانة الرحم الحاد والتدخين والتهاب الحوض والعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي. كلّ هذه الأسباب تؤدي إلى خفض سابق لأوانه في عدد البويضات بالمبيضين، وتؤدي بالتالي إلى انخفاض في الخصوبة.
تواجه النساء اللواتي تعدّين سن الـ 35 خطراً أكبر بفقدان الحمل. تتراجع نوعية البويضات بدءا من سنّ الـ 35 سنة، وبالتالي ترتفع فرص تكوّن جنين مع كروموسومات غير طبيعية، مما يؤدي إلى مشاكل نموّ قد تؤدّي إلى فقدان الحمل. على الرغم من أنّ معظم النساء سيتمكّنّ من الحمل بشكل طبيعي وإنجاب طفل سليم إذا حملن في الـ 35 سنة من عمرهن، إلا أنه عليهنّ مراجعة أخصائي الرعاية الصحية، وذلك بسبب انخفاض الخصوبة عند النساء اللواتي يبلغن أكثر من 35 سنة من العمر ولم يتمكنّ من الحمل بعد 6 أشهر من ممارسة الجنس دون وقاية.
ترتفع نسبة النساء اللواتي يعانين من العقم أو فقدان الحمل أو مشاكل مع أطفالهنّ عند سنّ الـ 35.
تبيّن الإحصاءات أنه بعد سنّ الأربعين، ستتمكّن امرأتان فقط من كلّ خمسة يرغبن في الحمل من تحقيق ذلك.
2. متلازمة تكيّس المبايض
تُعرف متلازمة تكيّس المبايض أيضاً باسم مرض تكيّس المبايض أو متلازمة ستين ليفينثال.
النساء اللواتي يعانين من متلازمة تكيّس المبايض,( مبيضان متضخّمان ) مع تكيسات صغيرة متعددة. ينتج المبيض كميات زائدة من هرمونات الاندروجين والاستروجين.
يتميّز التاريخ النموذجي عند هؤلاء النساء بعدم إنتظام الدورة الشهرية، التي لا يمكن التنبؤ بها ويمكن أن تكون قوية جداً. غالباً ما تعاني النساء المصابات بمتلازمة تكيّس المبايض من السمنة الزائدة وقد يعانين أيضاً من الشعرانية (ظهور الشعر المفرط على الوجه والجسم) نتيجةً لمستويات عالية من الأندروجين. لا تعاني كلّ النساء المصابات بمتلازمة تكيّس المبايض من جميع هذه الأعراض أو أيّ منها.
يظهر الفحص عن طريق الموجات فوق الصوتية أنّ كلا المبيضيْن متضخميْن مع أكياس صغيرة متعددة مصفوفة عادة في شكل قلادة على طول محيط المبيض. وعادةً ما تظهر فحوصات الدم مستوى عالٍ من الديهيدرو ايبي اندروستيرون سلفات؛ ومستوى عالٍ من الهرمون المنشط LH ومستوى عادياً من الهرمون المنشط للحويصلة ومستوى عالٍ من الهرمون المضاد لمولر(Anti Mullerian Hormone). كما تعاني العديد من النساء المصابات بمتلازمة تكيّس المبايض من مستويات أنسولين مرتفعة بسبب مقاومة الأنسولين.
3. بطانة الرحم المهاجرة
يتمثل بوجود أنسجة شبيهة ببطانة الرحم خارج تجويف الرحم. وتستجيب هذه الأنسجة إلى التغيرات الهرمونية في الجسم تماماً مثل الأنسجة العادية داخل تجويف الرحم
يتمّ التخلص من أنسجة بطانة الرحم العادية الموجودة في تجويف الرحم في خلال فترات الدورة الشهرية. ولكن ليس البطانة المهاجرة مخرج، لذا تظل في الجسم لتهيّج الأنسجة المحيطة بها, يعاني ما بين 20-40% من النساء المصابات بالعقم من بطانة الرحم المهاجرة
قد تكون العملية الجراحية ضرورية لتحسين الخصوبة من خلال إزالة الالتصاقات , الآفات , العقيدات أو تكيسات بطانة الرحم المهاجرة
دائماً ما تُنصح النساء اللواتي يعانين من بطانة الرحم المهاجرة بتجنّب التأخير في التخطيط لإنجاب الأطفال. وفي حال لم يتمّ الحمل التلقائي، يُنصح بالتلقيح الصناعي أو الإخصاب خارج الجسم بحسب مدّة العقم والعوامل الأخرى المرتبطة به
4. التصاقات داخلية في تجويف الرحم
تُعرف الالتصاقات الداخلية في تجويف الرحم أيضاً باسم متلازمة أشرمان
ويمكن أن تكون نتيجة للأسباب التالية:
- الإجهاض الاختياري لأسباب طبية
- كشط الرحم بعد الإجهاض
- كشط الرحم في حالة الإجهاض الفائت
- كشط الحمل الحويصلي
- الكشط بعد الولادة القيصرية
- استئصال الألياف الرحمية عن طريق شقّ جراحي في البطن أو
- عن طريق منظار الرحم
- العمليات الجراحية الرحمية الأخرى
أمّا الأعراض فهي:
- اضطرابات الدورة الشهرية
- العقم
- الفقدان المتكرر للحمل
يمكن استعادة الدورة الشهرية العادية بنسبة تتراوح بين %70 و %90 عند النساء اللواتي يعانين من التصاقات داخلية في تجويف الرحم. وقد تراوحت معدلات الحمل ومدته بعد العلاج الناجح بين %25 و %70.
5. الورم الليفي في الرحم
يعرف الورم الليفي في الرحم أيضاً باسم الورم العضلي الأملس أو الورم العضلي الليفي. الأورام الليفية في الرحم هي أورام عضلية ملساء في الرحم، وهي الأكثر شيوعاً في الرحم والحوض عند النساء، ولكنها أورام حميدة. يرتفع انتشار الأورام الليفية مع التقدم في العمر في سنوات الإنجاب ويصل إلى نسبة 40% تقريبًا بعد سنّ الأربعين.
هناك ثلاثة أنواع من الأورام الليفية، وفقاً لموضعها:
- تحت مخاطي – ورم ليفي ينمو تحت مخاطة الرحم
- داخل جدار الرحم – ورم ليفي ينمو في أكثر الأحيان داخل جدار الرحم
- داخل جدار الرحم – ورم ليفي ينمو في أكثر الأحيان داخل جدار الرحم
تختلف الأعراض بحسب حجم الأورام الليفية وموضعها وعددها. وتكون معظم الأورام الليفية صغيرةً ولا تتسبّب بأيّ أعراض:
- اضطرابات الدورة الشهرية
- ألم في الحوض
- انتفاخ في البطن
- ضعف الخصوبة/العقم
- مشاكل متعلّقة بالحمل
تتحمّل الأورام الليفية مسؤولية ما بين 2 و3% من حالات العقم
يمكن إجراء عملية استئصال الألياف الرحمية للتخلص من الأورام الليفية، وذلك من خلال جراحة مفتوحة أو عن طريق منظار البطن. وقد لا تكون هذه العملية مفيدة للنساء اللواتي يعانين من العقم إلا إذا كانت الأورام الليفية كبيرة جداً
6. انسداد أنابيب فالوب
الأمراض المتعلقة بقناتي فالوب هي من الأسباب الأكثر شيوعاً للعقم وعادة ما يكون التشخيص الأوليّ لدى %20 إلى %25 من الأزواج الذين يعانون من العقم.
قد تعود أسباب انسداد قناتي فالوب إلى التالي:
- مرض التهاب الحوض
- السلّ
- بطانة الرحم المهاجرة
- ربط قناة فالوب
تقييم سلوكية قناة فالوب:
- تصوير الرحم والأنابيب بالصبغة
- منظار الرحم و البطن التشخيصي
- تصوير الرحم وكشف قنوات فالوب بواسطة جهاز الموجات فوق صوتية
يعتمد التصرف في المشكلة على موضع الانسداد ومداه. ووفقاً لذلك، ينبغي النظر في الجراحة الترميمية الأنبوبية أو الإخصاب خارج الجسم.